تحقيق اخباري: مزارع الحلزون مهنة واعدة بشرق لبنان


استغل الخمسيني جورج ورد قطعة أرض ورثها عن والده تبلغ مساحتها حوالي 5 دونمات في سهل بلدة عميق في البقاع بشرق لبنان فقام بتسويتها وتسييجها وحولها إلى مزرعة لإنتاج الحلزون تدر عليه عائدا ماديا جيدا مقابل تدني مردود المواسم الزراعية أو كسادها.

ويشير أحد العاملين في مزارع الحلزون جوزيف اسبر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن هذه المزارع لايزال عددها محدود في لبنان بحيث لا يتجاوز الثلاثين مزرعة، إلا أنها بدأت تلقى اقبالا من المزارعين الذين توجهوا إلى هذه الزراعة لسهولة بيع الانتاج الذي تشتريه سنويا وبالكامل شركة إيطالية تتولى توضيبه وشحنه الى السوق الايطالية.

ويوضح ان زراعة الحلزون المسمى محليا ب"البزاق" بدات تتوسع في العديد من بلدات البقاع بشكل خاص وأن العاملين فيها يتلقون تدريبات على تقنية تربية الحلزون في مزرعة قرب مدينة زحلة في البقاع الأوسط تتبع للرهبانية المارونية التي كانت الأولى في هذا القطاع في العام 2014 بإشراف "المعهد الدولي لتربية الحلزون" وبالتنسيق والتعاون مع شركة "أورو هيليكس" الإيطالية التي تتعاطى تسويق الحلزون ومستلزمات تربيته.

ويشير حنا ابو داوود المالك لمزرعة حلزون في بلدة رياق في البقاع الشرقي إلى أن القطاع مازال حديث العهد وكانت انطلاقته بتشجيع إيطالي بعد قيام "المعهد الدولي لتربية الحلزون" باجراء دراسة معمقة على التربة والمناخ في لبنان تبين بنتيجتها بأن مناخ منطقة البقاع في الداخل اللبناني ملائم لتربية الحلزون أكثر من المناخ الأوروبي بسبب طول مدة تساقط الثلوج فيها وارتفاع معدلات الرطوبة خاصة وأن الحلزون يتحمل في الشتاء برودة تصل إلى 15 درجة تحت الصفر كما يقاوم في الصيف الحرارة حتى 50 درجة مئوية.

ويضيف أن الانتاج السنوي يصل حاليا الى 450 طنا يباع الواحد منها بسعر 5 آلاف دولار أميركي لشركة إيطالية تقوم بتوريد أمهات الحلزون والأغذية والمعدات اللازمة في تربيتها.

بدوره يقول المزارع محمد اشمر أن كلفة تأسيس مزرعة حلزون تصل الى حوالي 10 آلاف دولار للدونم الواحد وأن المزرعة النموذجية تتألف من نحو 5 دونمات.

ويعبر عن تفاؤله بمستقبل واعد لمزارع الحلزون في لبنان بسبب سهولة تصريف الانتاج واحتواء الحلزون في تركيبته على مضاد حيوي عالي يحميه من الإصابة بالأمراض.