عرف «تشارلس لو تفيدج دود جون» باسمه المستعار «لويس كارول»، وهو الاسم الذي وقع به على أحد الكتب في العالم «أليس في بلاد العجائب»، والواقع أنه كان ينشر كتاباً من نوع آخر باسمه الحقيقي، وتلك هي مؤلفاته العلمية في الرياضة والمنطق، ومن أهمها: «الهندسة الجبرية المستوية» سنة 1860، إضافة إلى «رسالة في المعنيات»، و«مرشد الطالب في الرياضيات»، و«إقليدس ومنافسوه المحدثون»، و«المنطق الرمزي» وهو آخر مؤلفاته؛ إذ توفي إثر مرض قصير في بيت ابنة أخته بتاريخ 14 من يناير 1898 بعد حياة دامت 76 سنة (ولد في 22 يناير سنة 1832)، لم ينجب فيها أطفالاً، لكنه أحبّهم ووهبهم على تعاقب أجيالهم متعة لا تقدر.
كان «لويس كارول»، طوال حياته خجولاً، منطوياً على نفسه محباً للعزلة، لا يألف الكبار، ولو كانوا من زملائه بالجامعة، لكنه في حضور الأطفال كان منطلقاً في الحديث، يشعر معهم بالسعادة؛ إذ إنه يكون على سجيته، يقص عليهم الحكايات، ويتلو عليهم صفحات من كتبه، ويلاعبهم بألعاب اخترعها لتسليتهم، ولعل أهم هواياته «التصوير»، الذي كرسه للأطفال.
في يوليو 1862 كان «لويس كارول» في نزهة نهرية مع نفر من أصدقائه، وبينهم ثلاث فتيات صغيرات (لوريا أليس أديت)، فأخذ يقص عليهم قصة أليس ومغامراتها في أرض العجائب، فشغفن بها ورجونه أن يكتبها، وفي عيد الميلاد من تلك السنة قدم إلى «أليس» مخطوط القصة كاملاً تحت عنوان: «مغامرات أليس في بلاد العجائب»، ثم سمع أصدقاؤه بالقصة، فألحوا عليه أن ينشرها، وفي إبريل سنة 1864، تم الاتفاق مع مؤسسة مكميلان على نشرها، وصدرت الطبعة الأولى منها في يوليو سنة 1865 ولاقت رواجاً عظيماً، وأعيد طبعها مراراً في حياة مؤلفها، وترجمت إلى لغات شتى، وصارت من الأعمال الكلاسيكية في الأدب الإنجليزي منذ ذلك الحين، وفي سنة 1886؛ أي بعد ظهور طبعتها الأولى بعشرين سنة، تحوّلت إلى أوبريت ثم صدرت منها طبعة مبسطة للصغار بعد ذلك بثلاث سنوات.
لكن هل الأطفال وحدهم هم الذين يمتعهم «أليس في بلاد العجائب»؟ لقد اعترض كثيرون على العبارة التي كتبها لويس كارول تحت العنوان: «قصة تصلح لمن أعمارهم بين الصفر والسنوات التسع»، وطالبوا بتصحيحها على النحو التالي: «قصة تصلح لمن أعمارهم بين الصفر والتسعين، أو لأي عدد يتجاوزها من السنين»، والسر وراء هذا التنوع في المستويات العقلية لهذا القصص، أنه فيما يقول البعض يخاطب الطفولة الخالدة، التي لا تذهب نضارتها في أعماق كل إنسان مهما تقدمت به السن.
ويقول فريق آخر إن لويس كارول، كان يلهو بالمنطق والعقل، كما يلهو الصغار بالدمي، وإن كل رجل ناضج يعيش تحت نير المنطق الصارم، يروقه أن يلهو ويعبث بذلك النير في بعض الأحيان، أما الكبار فمنهم من يرتد إلى الطفولة وتستهويه هذه الغرائب بروح الطفولة البريئة التي ارتدوا إليها، ومنهم من ينفذ إلى البراعة العقلية التي يستخدم بها لويس كارول، قوانين المنطق مثلما يستخدم اللاعب البارع مهارته في السير على الحبل، لا لأنه يجهل قوانين الجاذبية والتوازن؛ بل لأنه يعرفها معرفة أوثق مما يعرفها السائرون على الأرض المنبسطة.
يخضع د. نظمي لوقا «لويس كارول» لعلم النفس، فذلك العالم الرياضي المنطقي الكاره لحياة الجامعة، ولا يأنس إلا إلى صحبة الأطفال الصغار، ولاسيما الفتيات، ارتداداً منه وتشبثاً بمرحلة صباه، حيث كانت شقيقاته الصغيرات السبع هالة تحيط به وتستمد منه إشراقها ومرحها، فكانت «مغامرات أليس في بلاد العجائب، متنفساً لمسلكه الهروبي من واقعه الكالح».
لويس كارول ينتمي إلى أسرة قديمة معروفة في مقاطعة يوركشاير بإنجلترا، بمن أنجبتهم من رجال الكنيسة والعلم، المتخصصين في الدراسات اللاتينية، والعلوم والرياضيات، وكان أبوه رجل دين، تقلد عدة مناصب في الكنيسة، وقد أنجب 11 طفلاً، أكبرهم كاتبنا لويس كارول، صاحب أشهر وأخلد قصة للأطفال في اللغة الإنجليزية، ولعلها تحتل مكان الصدارة في لغات العالم المعروفة.
عاش الصبي في عزلة كاملة تقريباً عن العالم، لا تؤنس وحدته إلا صحبة إخوته وأخواته الصغار، وكانت نشأته الأولى مطابقة من جميع الوجوه للأصول المتبعة آنذاك في تربية الأطفال، لكنها كانت نشأة خالية من القسوة فأتيح أن يتلهى بألوان التسلية، وكان أحبها إليه مسرحيات العرائس، وحين كبر كان يكتب قصائد الشعر، ويرسلها إلى مجلة «التايمز الفكاهية»، وبعد أن عين محاضراً للرياضيات استخدم لأول مرة اسماً مستعاراً على إحدى قصائده المنشورة في صحيفة «القطار»، وهذا الاسم غلبت شهرته على اسمه الأصلي، ودخل بهذا الاسم المستعار زمرة الخالدين.
كان «لويس كارول»، طوال حياته خجولاً، منطوياً على نفسه محباً للعزلة، لا يألف الكبار، ولو كانوا من زملائه بالجامعة، لكنه في حضور الأطفال كان منطلقاً في الحديث، يشعر معهم بالسعادة؛ إذ إنه يكون على سجيته، يقص عليهم الحكايات، ويتلو عليهم صفحات من كتبه، ويلاعبهم بألعاب اخترعها لتسليتهم، ولعل أهم هواياته «التصوير»، الذي كرسه للأطفال.
في يوليو 1862 كان «لويس كارول» في نزهة نهرية مع نفر من أصدقائه، وبينهم ثلاث فتيات صغيرات (لوريا أليس أديت)، فأخذ يقص عليهم قصة أليس ومغامراتها في أرض العجائب، فشغفن بها ورجونه أن يكتبها، وفي عيد الميلاد من تلك السنة قدم إلى «أليس» مخطوط القصة كاملاً تحت عنوان: «مغامرات أليس في بلاد العجائب»، ثم سمع أصدقاؤه بالقصة، فألحوا عليه أن ينشرها، وفي إبريل سنة 1864، تم الاتفاق مع مؤسسة مكميلان على نشرها، وصدرت الطبعة الأولى منها في يوليو سنة 1865 ولاقت رواجاً عظيماً، وأعيد طبعها مراراً في حياة مؤلفها، وترجمت إلى لغات شتى، وصارت من الأعمال الكلاسيكية في الأدب الإنجليزي منذ ذلك الحين، وفي سنة 1886؛ أي بعد ظهور طبعتها الأولى بعشرين سنة، تحوّلت إلى أوبريت ثم صدرت منها طبعة مبسطة للصغار بعد ذلك بثلاث سنوات.
لكن هل الأطفال وحدهم هم الذين يمتعهم «أليس في بلاد العجائب»؟ لقد اعترض كثيرون على العبارة التي كتبها لويس كارول تحت العنوان: «قصة تصلح لمن أعمارهم بين الصفر والسنوات التسع»، وطالبوا بتصحيحها على النحو التالي: «قصة تصلح لمن أعمارهم بين الصفر والتسعين، أو لأي عدد يتجاوزها من السنين»، والسر وراء هذا التنوع في المستويات العقلية لهذا القصص، أنه فيما يقول البعض يخاطب الطفولة الخالدة، التي لا تذهب نضارتها في أعماق كل إنسان مهما تقدمت به السن.
يخضع د. نظمي لوقا «لويس كارول» لعلم النفس، فذلك العالم الرياضي المنطقي الكاره لحياة الجامعة، ولا يأنس إلا إلى صحبة الأطفال الصغار، ولاسيما الفتيات، ارتداداً منه وتشبثاً بمرحلة صباه، حيث كانت شقيقاته الصغيرات السبع هالة تحيط به وتستمد منه إشراقها ومرحها، فكانت «مغامرات أليس في بلاد العجائب، متنفساً لمسلكه الهروبي من واقعه الكالح».
لويس كارول ينتمي إلى أسرة قديمة معروفة في مقاطعة يوركشاير بإنجلترا، بمن أنجبتهم من رجال الكنيسة والعلم، المتخصصين في الدراسات اللاتينية، والعلوم والرياضيات، وكان أبوه رجل دين، تقلد عدة مناصب في الكنيسة، وقد أنجب 11 طفلاً، أكبرهم كاتبنا لويس كارول، صاحب أشهر وأخلد قصة للأطفال في اللغة الإنجليزية، ولعلها تحتل مكان الصدارة في لغات العالم المعروفة.
عاش الصبي في عزلة كاملة تقريباً عن العالم، لا تؤنس وحدته إلا صحبة إخوته وأخواته الصغار، وكانت نشأته الأولى مطابقة من جميع الوجوه للأصول المتبعة آنذاك في تربية الأطفال، لكنها كانت نشأة خالية من القسوة فأتيح أن يتلهى بألوان التسلية، وكان أحبها إليه مسرحيات العرائس، وحين كبر كان يكتب قصائد الشعر، ويرسلها إلى مجلة «التايمز الفكاهية»، وبعد أن عين محاضراً للرياضيات استخدم لأول مرة اسماً مستعاراً على إحدى قصائده المنشورة في صحيفة «القطار»، وهذا الاسم غلبت شهرته على اسمه الأصلي، ودخل بهذا الاسم المستعار زمرة الخالدين.
المصدر : مقال بجريدة الخليج الإمارتية
تحميل 1 :
تحميل 2 :
تحميل 3 :
الإبتساماتإخفاء