تربية الأرانب مشروع يبدأ من المنزل


الإنتاج المنزلي هو عبارة عن النشاط الاقتصادي الذي يشترك فيه أفراد العائلة ، تحت إشراف رب (أو ربة) الأسرة ، ويوجه إلى السوق ،  ويلاحظ أن هذا التعريف لم يركز على طبيعة المنتجات ، بل ركز على طبيعة العمل باعتباره نشاطا اقتصاديا ، حيث يعتبر عمل المرأة وأبنائها من قبيل المساهمة الاقتصادية ، باعتبار أن هذا العمل يضيف قيمة جديدة على الخامات وأدوات الإنتاج، ويلاحظ في التعريف ، وجود عنصر رئيسي  هو رب العمل ، حيث انه نفسه رب الأسرة (أو ربة الأسرة) ، باعتباره هو المهيمن على العملية الإنتاجية ، كما يتضمن التعريف وجود سوق يوجه إليه الإنتاج ، سواء كان ذلك السوق هو عبارة عن الجيران ، أو الحي، أو أماكن متفرقة في البلدة ، أو المدينة المجاورة ، أو أصحاب أعمال وأرباب صناعات اكبر حجما ، ويلاحظ أن السوق قد يكون ثابت أو متنقلا ، وقد يكون في الحي ، أو الأحياء المجاورة ، وقد يكون في الريف  أو الحضر وقد يكون الإنتاج المنزلى أساسا للأستهلاك العائلى فقط وفى جميع الحالات له مردود إقتصادى جيد.

تستورد دولة الإمارات العربية سنويا مايقارب 5 مليار درهم من اللحوم المختلفه للإستهلاك المحلى وفى ظل زيادة التعداد السكانى فإن الإنفاق السنوى على إستيراد اللحوم سيظل فى زيادة مستمرة

لماذا الحاجة إلى تنمية قطاع الإنتاج المنزلى؟ : 
مشكلة الغذاء العالمية بدأت تدق أجراسها على بعض الدول وفى بعض الدول الأخرى ظهرت المجاعة المقنعة التى تتمثل فى سوء التغذية لذا لايجب تجاهل ناقوس الخطر ، وإن كان الإقتصاد العالمى فى الوقت الحالى قادراً على إنتاج كميات من السلع والغذاء بكمية كافية لتأمين حاجات معظم سكان العالم وإبعاد خطر الجوع عنهم ، غير أن المشكلة لا تكمن فقط في الإنتاج وفي زيادة فعاليته، بقدر ما تكمن في التوزيع المتفاوت للموارد والثـروات والإمكانات وفى ظل ميول البشر إلى البحث عن المدنية والتحضر والتى قللت الرقعة الخضراء وزادت نسبة التلوث التى قضت على بعض من مصادر الغذاء فى البر والبحر، وسكان العالم فى زيادة مستمرة ومصادر الغذاء تقل مع زيادة التحضر والمدنية لذا لا نعتقد أن الإقتصاد العالمى لن يكون قادرا على مواجهة خطر الجوع فى المستقبل.

إحصائية من الأمم المتحدة تدعو للتفكير : سبعة  ملايين طفل يموتون سنويا بسبب الجوع ، أي حوالي ألف طفل في اليوم الواحد ،  أي طفل واحد خلال كل خمس ثوان، إنه رقم مرعب، يصعب تصديقه ، ولكنه مع الأسف  الشديد حقيقي ، ويصفع بواقعيته كل ضمير حي

ونحن نسعى فى كتاباتنا الى إظهار المشكلة إلى السطح ووضع إيدينا عليها والإعتراف بها ثم نفكر سوياَ فى علاجات بسيطة لمواجهة الخطر فى حالة وقوعة، ونعلم جميعا أن الحلول لن تجنى ثمارها على المدى القصير ولكن الهدف يظهر على المدى البعيد عندما نفعًل ثقافة الإنتاج المنزلى ونترك أبنائنا وأحفادنا وهم قادرين على إنتاج غذائهم بنفسهم.

وهذا ملف مفتوح للجميع ليساهم فية على قلب رجل واحد لنترك أجيالنا القادمة وهم قادرين على مواجهة الخطر القادم وإرساء ثقافة “إنتج غذائك بنفسك”

وسوف نستعرض خلال العدد الحالى والأعداد القادمة مجموعة من الأفكار التى يمكن البدء فيها من المنزل فيما يخص الغذاء والإنتاج الزراعى والحيوانى وفيما يخص الإنتاج الزراعى سوف يتم التأجيل الحديث عنة لمطلع شهر سبتمبر حتى يتناسب الإنخفاض التدريجى فى درجات الحرارة فى زراعة الخضروات والفواكة المنزلية

تربية الأرانب كمشروع يبدأ من المنزل :
بالنسبة للمبتدئ يمكن تربية الأرانب بالطريقة التقليدية على الأرض فى أى غرفة أو استعمال الصناديق الخشبية،مع العناية الفائقة بالنظافة اليومية، مع توفير صناديق خشبية او معدنية للولادة تكون أبعادها 50 سم طول، 30 سم عرض، 30 ارتفاع، على ان تكون فتحة صناديق الولادة تسمح بالكاد دخول الأرنب الأم. ولكن هذه الطريقة أحيانا تكون غير جيدة ولها مساوىء كثيرة وذلك لأن التربية بهذه الطريقة تؤدي إلى الكثير من الأمراض أهمها الجرب ، والكوكسيديا ، والأمراض التنفسية نتيجة الملامسة المباشرة بين الأرانب والأرضية الملوثة بالبول والمخلفات إضافة إلى أنه لا يمكن فصل الذكور عن الإناث وفصل المواليد عن بعضها علاوة على أنها تسبب فقداً للأعلاف والمياه وتلوثها أيضاً.
إن الطريقة الأمثل لتربية الأرانب هي ضمن الأقفاص الشبكية السلكية بشرط أن لا تزيد فتحات الشباك الأرضية عن 1.5 سم × 1.5 سم لضمان سلامة أرجل الأرنب وفى نفس الوقت تسمح بسقوط روث وبول الأرنب.
ويكون لكل أم قفص خاص بها يوضع داخله بيت الولادة المعدني، وتوضع أيضًا “المعالف” و”المساقي”. وأبعاد القفص اللازم لكل أم هي: الطول 80 – 120 سم، والعرض 50 – 70 سم، والارتفاع 40 – 60 سم. كما يمكن شراء بطاريات خاصة بتربية الأرانب بها جميع التجهيزات اللازمة من معالف “عادة معدنية وتملأ بالعلف الخاص بالأرانب”، ومزودة بأنابيب بلاستيكية والتى يخرج منها فى كل قفص حلمة يشرب منها الأرنب عند الحاجة، بالاضافة بتزويد البطاريات بصناديق الولادة وعادة ما تكون معدنية، كما تحتوى البطاريات أسفل الاقفاص على أحواض لتجميع الروث والبول والتى يجب تنظيفها يوميا.
أما فى الحظائر ذاتية التحكم Full-Automatic فان بطاريات الاقفاص تكون افقية ويتم ازالة الروث والبول من على الارضية آليا.

• كيف نختار أرانب التربية ؟
ينصح للمبتدئين بشراء الأرانب ذات الأعمار الصغيرة وذلك لإعطاء الفرصة لأنفسهم لكيفية التعامل مع الأرانب ورعايتها وأيضاً إعطاء الأرانب الفرصة من أجل الراحة والتكيف مع بيئة ونظام التربية الجديد .
ويجب الحذر عند شراء الأرانب من النواحي الصحية ، إذ يجب أن تكون الأرانب قوية نشطة خالية من آثار الجرب أسفل الأرجل ومقدمة الفم والأنف ، وخالية من تصمغ الأذن والطفيليات الخارجية وأن تكون ذات فراء نظيفة، لأن الفراء النظيفة تدل على ظروف تربية جيدة .
أول شيء في عملية تربية الأرانب هو تكوين القطيع بانتخاب السلالة المناسبة، وهناك أنواع كثيرة من الأرانب ربما أتطرق لها فى مقالة أخرى، وبصفة عامة هناك الأرنب البلدى والذى يتميز بحجمه الصغير؛ لذلك تفضل الأنواع الأخرى في عملية التربية، لكن الميزة الأساسية للأرنب البلدي أن لديه قدرة على مقاومة الأمراض، بالاضافة الى أرانب اللحم وأرانب الفرو

إدارةتربية الأرانب :
تشمل الإدارة الناجحة معرفة الأمور التالية ومحاولة التقيد بها لضمان نجاح التربية وتحقيق الهدف المرجو :

– عمر التزاوج :
تصل الارانب لسن البلوغ عند عمر 3 – 4 شهور. ويفضل تلقيح الإناث عند عمر 5 شهور ، أما استعمال الذكور للتلقيح فيفضل عند عمر 6 شهور، حيث تكون الارانب ناضجة جنسيا ومستعدة للتكاثر بصفة أفضل من تلقيحها عند عمر أصغر.

– فترة الحمل:
هي الفترة من التزاوج إلى الولادة وتكون حوالي 31 – 32 يوماً ، بعض الإناث قد تلد مبكراً عند يوم 28 أو 29 أو قد تتأخر إلى اليوم الخامس والثلاثين ، ولكن غالبية الولادات تكون ما بين 30 – 33 يوم .

– برنامج التزاوج: 
في حالة التربية الجماعية (الاناث والذكور مختلطة مع بعض فى مكان واحد) فليس للمربي دور في عملية التلقيح، ولكن يجب عليه ملاحظة الإناث التي لا تحمل، ويجب معرفة السبب وتلاشيه أو يتخلص من هذه الإناث.
والذكر يكفي لعشرين أنثى، ولكن يفضل أن يخصص له 5 – 10 إناث فقط. وبعد عمر 3 سنوات تقل كفاءة السائل المنوي، ويفضل تغيير الذكر إلا إذا كان من سلالة نادرة. في حالة البطاريات يخصص قفصًا للذكر، وتنقل إليه الأنثى عند التلقيح وليس العكس حتى لا ينزعج وحتى تخضع له الأنثى وهي في مكان جديد عليها، ثم نعيد الانثى الى مكانها بعد انتهاء التلقيح، ويتم تلقيح الأنثى عند عمر 5 شهور، ويجري التلقيح بعد الولادة بأسبوع أو اثنين، بعض المربين يقومون بتلقيح الإناث في نفس يوم الولادة، ولكن هذا فيه إجهاد شديد للأم.
ويجب تجنب التلقيح والولادة خلال شهور الصيف الحارة إلا إذا كان المكان مكيف الهواء صناعيا، أو حتى بطرق بسيطة. بعد إتمام التلقيح الناجح يقع الذكر على أحد جوانبه صارخًا، ويفضل أن تكون لمزرعة الأرانب سجلات خاصة حيث يسجل موعد التلقيح حتى نعرف موعد الولادة المنتظر مع وجود كروت خاصة بحيث يكون لكل أرنب كرت خاص بها ومثبت على قفصها يدون به كل التواريخ المهمة من تلقيح وولادة وعدد المواليد وغيرها من المعلومات المهمة.

– اختبار الحمل :
بعد إتمام عملية التزاوج بعدة أيام (4 – 5 أيام) تعاد الأنثى للذكر مرة أخرى فإذا كان هناك حملاً فغالباً ما ترفض الأنثى الذكر . لكن الطريقة الأفضل لاختبار الحمل هي طريقة الجس فى منطقة البطن ، ويتم ذلك بعد 10 – 14 يوماً من التزاوج حيث تكون الأجنة بهذا العمر بشكل كريات يمكن لمسها وتحسسها ، وطريقة الجس تتم بمسك الأرنب من الظهر من ثنيات الجلد فوق الأكتاف باليد اليمنى ، وتوضع اليد اليسرى أسفل البطن بين الرجلين الخلفيتين بحيث يوضع الإبهام على جانب وبقية أصابع اليد على الجانب الأخر ثم تحريك اليد للأمام والخلف برفق لتحسس الأجنة والتى يمكن تحسسها علىشكل كريات. 

– الولادة :
يوضع عش الولادة بعد 27 يوماً من تلقيح الأنثى والتأكد من الحمل من أجل إعطائها الفرصة الكافية لتجهيز عش الولادة بالشكل المناسب والمريح لها . وعادة تنزع الأنثى الفراء الموجودة على بطنها للقيام بفرش عش الولادة وهنا يمكن مساعدتها بوضع الأعشاب الناعمة أو نشارة الخشب أوالقطن من أجل التخفيف قدر الإمكان من كمية الفراء المنزوع منها . وتقوم الأنثى بنتف شعر بطنها لتوفير مهد ناعم، كما تغطي الصغار بهذا الشعر للتدفئة. قبل الولادة بيوم أو يومين يقل استهلاك الأنثى للغذاء ويجب عدم إزعاجها وتوفير الهدوء التام لها وبعد الولادة أيضاً تكون الأنثى قلقة ، وان إزعاجها يشعرها بالخوف على صغارها مما قد يؤدي إلى موت الولادات جميعها. في اليوم الثالث يقوم المربي بفحص النتاج بهدوء وحذر، وإذا كان عدد الصغار يزيد عن 8 صغار يأخذ العدد الزائد ويضعه لأم أخرى وضعت عددًا أقل من ثمانية مع تلويث الصغار ببول الأم الجديدة حتى لا تقتلهم، وكذلك إذا هجرت الأم أولادها يتم توزيعهم على الأمهات الأخرى.
ترضع الأم أولادها مرة أو مرتين يوميا، وتستمر الرضاعة 4 – 5 أسابيع. يقتصر الصغار على الرضاعة في أول أسبوعين، ثم تبدأ في مشاركة الأم في العليقة الخضراء والجافة، وتتدرج في الأكل حتى ميعاد الفطام. نقوم بنقل الأرانب بعد الفطام إلى أقفاص جديدة، ويقدم لها علائق التربية إذا كانت ستستخدم كأمهات أو يقدم لها علائق تسمين إذا كانت ستذبح. تذبح هذه الأرانب عند عمر 2 – 3 شهور، ويكون وزنها عندئذ 2 – 2.5 كجم.

– التغذية :
لا يمكن النجاح في تربية الأرانب دون إعطاء العناية الكافية بالتغذية ،إذ يجب توفير الأغذية الجيدة بالكميات الكافية. في الظروف الطبيعية تتغذى الأرانب على المواد الخضراء الطازجة والجافة والجذور. ففى الريف مثلا لا يقدمون للأرانب سوى البرسيم والحشائش. عند تقديم الأعلاف الخضراء (الحشائش أو الخضار الطازجة) يجب تذبيلها بتعريضها للشمس 4 – 5 ساعات قبل تقديمها للأرانب من أجل فقدان أكبر جزء ممكن من المياه وإلا فإن الأرانب تكون عرضة للإصابة بالتسمم المعوي والإضطرابات الهضمية التي قد تؤدي إلى نفوقها.
أما فى التربية المكثفة فان مصانع الاعلاف تنتج اعلاف مركزة خاصة بالأرانب. إن تغذية الإناث المخصصة للتناسل لدرجة الشبع بالمواد المركزة (أعلاف) يتسبب في زيادة وزنها وبالتالي انخفاض في نسبة الحمل، فيتم اعطاؤها 115 غم من العلف المركز يوميا. أما المواليد من عمر شهرين وما فوق يمكن إعطائها 85 – 100 غم من الأعلاف المركزة يومياً. بعد 18 يوماً من التزاوج يترك العلف المركز أمام الإناث باستمرار . أما ذكور التلقيح فتبقى أمامها الأعلاف المركزة باستمرار حيث تستهلك ما معدله 115 – 170 غم يوميا .

– الاضاءة : 
الإضاءة لها علاقة وثيقة بالخصوبة، وتحتاج الأرانب 14 ساعة إضاءة حتى نصل إلى إنتاج مثالي؛ لذلك يجب إضاءة مكان التربية أثناء الشتاء حيث يكون النهار قصيرا. والأرانب حيوانات تنشط ليلا وتختبئ نهارًا؛ لذلك يجب تخفيف إضاءة النهار بعض الشيء، ويجب ألا تكون إضاءة الليل باهرة بل يكفي 3 وات لكل متر من مساحة الأرضية (أي مصباح كهربائى بقوة 50 وات لغرفة مساحتها 4x4 متر).

المصدر : مجلة المزارع الإماراتية