قصة الأرانب في استراليا أنلقها لكم من كتاب "الله يتجلّى في عصر العلم" رقم الصّفحة 45 , و هو من تأليف نخبة من العلماء الأمريكيين حيث قالوا أنّه : "عندما نزل المهاجرون الأوّلون أستراليا لم يكن هنالك من الثديات المشيمية إلاّ الدنجو و هو كلب برّي , و لمّا كان هؤلاء المهاجرون قد نزحوا من أوربا فقد تذكّروا ما كان يهيّئه لهم صيد الأرانب من فرصة لممارسة الصّيد , و في محاولة لتحسين الطّبيعة في أستراليا استورَد توماس أوستين نحو 12 زوجا من الأرانب و أطلقها هناك و كان ذلك في سنة 1859 و لم يكن لهذه الأرانب أعداءً طبيعيين في استراليا و لذلك فقد تكاثرت بصورة مذهلة و زاد عددها زيادة كبيرة فوق ما كان ينتظر و كانت النتيجة سيّئة للغاية , فقد أحدثت الأرانب أضرارا بالغة بتلك البلاد حيث قضت على الحشائش و المراعي التي ترعاها الأغنام .
و قد بذلت محاولات عديدة للسّيطرة على الأرانب و بُنيتْ أسوار عبر القارة في كوينزلاند بلغ امتدادها 7000 ميل و مع ذلك ثبت عدم فائدتها لأن الأرانب استطاعت أن تتخطّاها , ثم استخدم نوع من الطّعم السام و لكن هذه المحاولة باءت بالفشل و لم يمكن الوصول إلى حل إلاّ في السّنوات الأخيرة و كان ذلك باستخدام فيروس خاص يسبب مرضًا فتّاكًا للأرانب و هذا المرض هو الحرَض المخاطي .
و قد لا يكون هذا هو الحل الأخير , فقد أخذنا نسمع أخيرا عن ظهور أرانب حصينة لديها مقاومة كبيرة لهذا المرض في استراليا , و مع ذلك فقَد أدّى انخفاض عدد الأرانب هنالك إلى منافع جمّة , و تحوّلت مناطق البراري القاحلة و الجبال المقفرة التي بقيت مجدبة عشرات السّنين إلى مروج خضر يانعة , و قد ترتّب على ذلك زيادة في الإيراد من صناعة الأغنام وحدها قدّرت في سنة 1952 - 1953 بما يبلغ 84 مليون جنيه .
و من الممكن أن يكون لدينا أرانب مشابهة في الولايات المتحدة الأمريكية , فالأرانب الأروبية تختلف في نوعها عن الأرانب التي كانت تستوطن أمريكا و التي لا تعرف الآن إلا في جزيرة سان جوان حيث تعيش في عزلة تامّة منذ سنة 1900 , و قد حاول أصحاب بعض نوادي الصّيد بحسن النّية طبعًا أن يعمّموا نوع الأرانب المسمّى "ذيل القطن" Cottontail و انتقاله من ولاية إلى أخرى كما كانت الحال من قبل , و كان من الممكن أن تصبح النّتيجة خطيرة للغاية لأنّ أرانب السان جوان تتكاثر في الولايات المتّحدة بنفس السّرعة التي تتكاثر بها الأرانب في استراليا , و من الإحتياطات الحديثة التي اتخذت لتلافي ذلك الخطر رفع الحظر عن صيد هذا النّوع من الأرانب على مدار السّنة .
و من الطّريف أن استخدام فيروس الأرانب في أوروبا قد أحدث أثره هنالك , فقَد أحضر طبيب فرنسي من المهتمّين بالموضوع - بسبب ما أحدثته الأرانب من الأضرار للأشجار في حديقته - بعض هذا الفيروس و حقن به بعض الأرانب البرّية التي اصطادها , ثم أطلقها بعد ذلك , و قد ترتّب على ذلك انخفاض عدد الأرانب في فرنسا , بل الأقاليم الأوربية المجاورة أيضا , و يتجادل النّاس حول هذا الموضوع فتختلف وجهات نظرهم , فمنهم من يرى أنّ العمل قَد أدّى إلى خفض كمّية اللّحوم التي كانت تعيش عليها الطّبقات الفقيرة , و منهم من يرى أنّ هذا العجز يعوّضه تحسين الإنتاج النّباتي بعد انخفاض عدد الأرانب ."
و قد بذلت محاولات عديدة للسّيطرة على الأرانب و بُنيتْ أسوار عبر القارة في كوينزلاند بلغ امتدادها 7000 ميل و مع ذلك ثبت عدم فائدتها لأن الأرانب استطاعت أن تتخطّاها , ثم استخدم نوع من الطّعم السام و لكن هذه المحاولة باءت بالفشل و لم يمكن الوصول إلى حل إلاّ في السّنوات الأخيرة و كان ذلك باستخدام فيروس خاص يسبب مرضًا فتّاكًا للأرانب و هذا المرض هو الحرَض المخاطي .
و قد لا يكون هذا هو الحل الأخير , فقد أخذنا نسمع أخيرا عن ظهور أرانب حصينة لديها مقاومة كبيرة لهذا المرض في استراليا , و مع ذلك فقَد أدّى انخفاض عدد الأرانب هنالك إلى منافع جمّة , و تحوّلت مناطق البراري القاحلة و الجبال المقفرة التي بقيت مجدبة عشرات السّنين إلى مروج خضر يانعة , و قد ترتّب على ذلك زيادة في الإيراد من صناعة الأغنام وحدها قدّرت في سنة 1952 - 1953 بما يبلغ 84 مليون جنيه .
و من الطّريف أن استخدام فيروس الأرانب في أوروبا قد أحدث أثره هنالك , فقَد أحضر طبيب فرنسي من المهتمّين بالموضوع - بسبب ما أحدثته الأرانب من الأضرار للأشجار في حديقته - بعض هذا الفيروس و حقن به بعض الأرانب البرّية التي اصطادها , ثم أطلقها بعد ذلك , و قد ترتّب على ذلك انخفاض عدد الأرانب في فرنسا , بل الأقاليم الأوربية المجاورة أيضا , و يتجادل النّاس حول هذا الموضوع فتختلف وجهات نظرهم , فمنهم من يرى أنّ العمل قَد أدّى إلى خفض كمّية اللّحوم التي كانت تعيش عليها الطّبقات الفقيرة , و منهم من يرى أنّ هذا العجز يعوّضه تحسين الإنتاج النّباتي بعد انخفاض عدد الأرانب ."
- و الآن نشاهد هذا الفيديو و هو من إنتاج الموقع الأسترالي CSIROpedia ليحكي لنا القصّة بالصّوت و الصّورة .
و للمزيد من المعلومات راجع مقال موقع CSIROpedia على الرابط التالي:
https://CSIROpedia.csiro.au/myxomatosis-to-control-rabbits/
و للمزيد من المعلومات راجع مقال موقع CSIROpedia على الرابط التالي:
https://CSIROpedia.csiro.au/myxomatosis-to-control-rabbits/
الإبتساماتإخفاء